دعاء الخروج من الحمام مكتوب ادعية دخول الخلاء أو الخروج

مؤمن محمد عيسي

لم يقتصر دور النبي في نشر الرسالة وأداء الأمانة التي كلفه بها الله، ولكن امتد نور هديه إلى تأديب الأمة بالسلوك الشرعي الصحيح الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من مواقف الحياة، هذا وقد علم الرسول الأمة أن دخول الخلاء أو الخروج منه أمر له تدابير شرعية وآداب لا يمكن إغفالها.

دعاء الخروج من الحمام مكتوب

(كانَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ كان إذا خرجَ من الغائطِ قال غُفرانَكَ) [1]

معنى الحديث هو طلب العفو من الله على نقصنا وتقصيرنا في أداء ما توجب عليها من قبل، وبذلك يتذكر الإنسان أنه مقصر في حق الله الذي وهبه القدرة على الأكل والشرب.

يعيش الإنسان في لذة لا يدركها إلا حين زوالها، ولذلك يتذكر المسلم كل مرة يدخل فيها للخلاء نعم الله عليه الذي وهبه المتعة والقدرة على الانتفاع من الطعام، ومنحه القوة في الجسد للتخلص من هذا الطعام بعد هضمه وتلافي آذاه إذا بقي في الجسم.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء الخوف من شخص شرير مؤذي مكتوب

دعاء الدخول إلى الحمام مكتوب

يرجع سبب أهمية الدعاء عند دخول الخلاء إلى الالتجاء إلى الله والاستعانة بحمياته من الشياطين والمردة، حيث تكثر هذه الكيانات في الأماكن التي تظهر فيها النجس والعورات المكشوفة.

الدعاء عند الدخول للخلاء لأمرين، الأول هو أنه خلاء يقدر فيه الشيطان على التسلط وإيذاء بني أدم، والأمر الثاني هو لوجود القذارات التي يتوجب التنزه منها، والتي يحرم ذكره الله بوجودها والتنزه منها قبل ذلك.

أمر الله بأن نتعوذ حتى يعصمنا من الشيطان إلى أن نخرج، وذلك أيضًأ أخذًا عما ورد عن أنس بن مالك أنه قال:

كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ . [2]

يقول الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع أن الفائدة الأولى من الاستعاذة هي الاحتماء بالله من الخبائث التي تتوارد على مثل هذه المكان الخبيث، والمكان الذي يتوارد فيه الشياطين تستطيع أن تؤذي الإنسان بخبائثها.

يجدر بالمسلم الاستعاذة في كل مرة يدخل فيها إلى لخلاء، سواء كان لقضاء حاجة أو لغيرها، حيث تضمن هذه الطريقة للإنسان العصمة من الشياطين الموجودة في أماكن النجاسات.

من الأسئلة المتواترة هي: دخل الخلاء بطفل لقضاء حاجة الطفل، فهل يُسن له أن يقول على وجه النيابة عن الطفل أو لا يسن؟ فيه نظر، ولا يبعد أن يقول ذ لك.

الإجابة على ذلك هي استحباب الدعاء في كل الأحوال بدون تقييد بقضاء الحاجة من عدمها.

  آداب الخلاء في الإسلام

دعاء دخول الحمام

توجد آداب عامة أقرها الإسلام على الشخص المسلم عند دخوله إلى الخلاء ومنها ما ورد عن الرسول في قوله دعاء الخروج من الحمام.

  1- الذكر عند دخول الخلاء

هو قول ما ورد عن أنس ابن مالك أن الرسول قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ.

قول البسملة عند الدخول، وذلك ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

سَتْرُ ما بينَ أَعْيُنِ الجِنِّ وعَوْرَاتِ بَنِي آدمَ إذا دخلَ أحدُهُمْ الخلاء أنْ يقولَ: بسمِ اللهِ [3]

2 – عدم استقبال القبلة واستدبارها في الخلاء

هذا لما ورد عن أبي أيوب الانصاري أنه قال:

– إذا أتَيتُمُ الغائِطَ فلا تَستَقبِلوا القِبلةَ بغائِطٍ ولا بَولٍ، ولكنْ شَرِّقوا أو غَرِّبوا. فقَدِمْنا الشَّامَ فوَجَدْنا مَراحيضَ قد بُنيَتْ قِبَلَ القِبلةِ، فكُنَّا نَنحَرِفُ عنها ونَستَغفِرُ اللهَ . [4]

3 – عدم استقبال مهب الريح

لقد ورد عن عبد الله بن عباس أنه قال:

– مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قبرينِ فقال: (إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثمَّ قال: بلى أمَّا أحدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستنزِهُ مِن بولِه) ثمَّ أخَذ عودًا فكسَره باثنينِ ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: (لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا).

[5]

4- ترك التكلم بذكر أو بغيره

فقدر روى عبد الله بن عمر:

أنَّ رجلًا سلَّمَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وَهوَ يبولُ فلَم يردَّ عليْهِ يعني السَّلامَ. [6]

5- تكريم اليد اليمنى عن مس الفرج

حيث روي عن أبي قتادة أنه قال:

إذا بال أحدُكم فلا يمَسَّ ذكرَه بيمينِه، وإذا دخل الخلاءَ فلا يتمسَّحْ بيمينِه، وإذا شرب فلا يتنفَّسْ في الإناءِ . [7]

6- عدم قضاء الحاجة في الماء

روي عن أبي هريرة أنه الرسول:

نَهَى أو نُهِي أن يبولَ الرجلُ في الماءِ الدائمِ أو الراكدِ ثم يتوضّأ منهُ أو يغتسلُ منهُ [8]

يعلمنا الرسول الكريم كل الدروس الثانوية التي يحتاجها المسلم لأن يقيم حياته على أسس من السلام النفسي، ويمثل دعاء الخروج من الحمام مكتوب أحد هذه الأشكال.

المراجع
  1. الراوي: عائشة أم المؤمنين| المحدث: الألباني| المصدر: صحيح أبي داود| الصفحة أو الرقم: 30| خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. الراوي: أنس بن مالك| المحدث: البخاري| المصدر: صحيح البخاري| الصفحة أو الرقم: 142| خلاصة حكم المحدث: [صحيح]| التخريج: أخرجه البخاري (142)، ومسلم (375).
  3. الراوي: علي بن أبي طالب| المحدث: الألباني| المصدر: صحيح الجامع| الصفحة أو الرقم: 3611| خلاصة حكم المحدث: صحيح| التخريج: أخرجه الترمذي (606)، وابن ماجه (297) باختلاف يسير.
  4. الراوي: أبو أيوب الأنصاري| المحدث: أبو داود| المصدر: سنن أبي داود| الصفحة أو الرقم: 9| خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] | التخريج: أخرجه البخاري (144)، ومسلم (264) باختلاف يسير
  5. الراوي: عبد الله بن عباس| المحدث: ابن حبان| المصدر: صحيح ابن حبان| الصفحة أو الرقم: 3128| خلاصة حكم المحدث: [طريقه محفوظ] | التخريج: أخرجه البخاري (218)، ومسلم (292) باختلاف يسير.
  6. الراوي: عبد الله بن عمر| المحدث: الألباني| المصدر: صحيح الترمذي| الصفحة أو الرقم: 2720| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح| التخريج: أخرجه مسلم (370) باختلاف يسر.
  7. الراوي: أبو قتادة| المحدث: الألباني| المصدر: صحيح الجامع| الصفحة أو الرقم: 410| خلاصة حكم المحدث: صحيح| التخريج: أخرجه أبو داود (31)، وأحمد (22708) باختلاف يسير.
  8. الراوي: أبو هريرة| المحدث: ابن الملقن| المصدر: البدر المنير| الصفحة أو الرقم: 2/319| خلاصة حكم المحدث: له طريق آخر| التخريج: أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3069) واللفظ له، وأخرجه مسلم (282) بمعناه