شهد التاريخ شخصيات عربية خالدة، لهم العديد من الإنجازات والنجاحات التي مازالت تذكر حتى الآن، فنجدهم وضعوا بصمة في الأذهان تؤهلهم إلى التفكير والبحث في كافة علوم الحياة، وبالتالي يتحول الجهل إلى نور العلم الذي يساهم بشكل كبير في تقدم الأمم والمجتمعات، وخروج أجيال تدرك أهمية العلم وصولًا إلى مستوى عالي من الوعي والإدراك.
إليكم العديد من الشخصيات التاريخية الذين أثروا في تاريخ العالم بمختلف المجالات:
الحسن بن الهيثم
يعتبر الحسن بن الهيثم واحد من أفضل الشخصيات التي أثرت في تاريخ العلوم، ولد عام 965 م بالبصرة وتوفي في مدينة القاهرة عام 1040 م، وله إسهامات بارزة في عدة مجالات مثل: الفيزياء والبصريات والرياضيات والفلك والفلسفة.
الهيثم هو مؤسس علم البصريات، وعمل على تأليف كتاب يسمى “المناظر” الذي تحدث فيه عن البصريات بشكل كامل، هذا بالإضافة إلى أنه عمل على تقديم نظرية جديدة خاصة بالضوء والرؤية، والتي تؤكد على أن الرؤية تحدث نتيجة انعكاس الضوء على العين، وهذه النظرية تختلف لما وجدت في نظرية الإغريق التي تقول: أن العين تقوم بإصدار إشاعة من أجل رؤية الأشياء.
استطاع الحسن تحقيق نجاحات باهرة في العديد من المجالات، وذلك من خلال إجراء العديد من الأبحاث في التحليل الرياضي والهندسية وحركة الكواكب، مما أدت أعماله إلى حدوث تأثير واضح وصريح على علماء الغرب في العصور الوسطى.
جابر بن حيان
ولد في عام 721م، ويعد من أهم علماء العصر الذهبي الإسلامي، قام بوضع أساس العلم التحجريبي، الذي يقوم على الملاحظة التجريبية والتوثيق الدقيق، وهذا بالإضافة إلى أنه قام بتصنيف المواد التي تتعلق بفئات الكيمياء الحديثة والتي تتمثل في: الأملاح والأحماض والقلويات، حيث نجد هذا التصنيف مازال موجود حتى وقتنا هذا.
كما ساهم حيان في العديد من المجالات التي ساعدت في صناعة الأسلحة والأدوات والمركبات الطبية، ومن بين هذه الإسهامات العلمية: الصيدلة والطب وعلم المعادن، كما قدم العديد من الأبحاث العلمية القائمة على الملاحظة والتجريب، التي ساعدت في عدة بحوث علمية أثرت على المنهج العلمي، مما أدى إلى وصوله إلى درجة عالية بين العلماء.
علاوة على ذلك له العديد من المؤلفات من أبرزها كتاب” الخواص الكبير” ويشتمل هذا الكتاب على العمليات الكيميائية مثل: الباورة، والتقطير، والتسامي.
ابن خلدون
ولد ابن خلدون بتونس عام 1332م وتوفي بالقاهرة عام 1406م، وهو مؤسس علم الاجتماع، ويعتبر واحد من أبرز علماء العرب، حيث نجده برع في مجالات مختلفة منها: علم الاجتماع والفلسفة والتاريخ والاقتصاد والتخطيط العمراني.
كما استطاع ابن خلدون أن يشكل منارة علمية عند الأوروبيين العلوم السياسية والاقتصاد والاجتماعية، مما أدى إلى دراسة كافة مؤلفاته وترجمتها إلى لغات مختلفة لتناسب كافة الأفراد، ويعتبر أول من قدم دراسات عن ابن خلدون جاكوب خوليو، وبالتالي قام بتأليف كتاب يسمى رحلات ابن خلدون، الذي كان في عام 1636م.
أبو النصر محمد الفارابي
أطلق عليه المعلم الثاني، وهذا المسمى أطلق من قبل على الفيلسوف أرسطو، ولد في عام 872م بمدينة فاراب وتوفي بدمشق عام 950م، وهو عالم موسوعي وفيلسوف مسلم، له إسهامات بارزة في العديد من العلوم منها: الفلسفة والمنطق والعلوم والموسيقى.
الفارابي واحد من أفضل رواد الفلسفة الإسلامية، واستطاع أن يجمع بين الفكر الإسلامي والفلسفة اليونانية، كما له أثر كبير في تطوير الفلسفة الميتافيزيقية، وأيضًا كتب عن نظرية المعرفة والوجود، كما ساهم في تطوير العلوم بالعصر الإسلامي الذهبي وذلك من خلال نقل المعرفة العملية الموجودة في الثقافات القديمة إلى العالم الإسلامي.
بالإضافة إلى ذلك نجد أن الفارابي له تأثير كبير على الفلاسفة الإسلامية والأوروبين من بينهم ابن رشد وابن سينا، ومازالت إسهاماته حتى الآن في العلوم الفلسفية والعملية مرجع إلى العديد من العلماء والباحثين، فهو من أهم علماء الحضارة الإسلامية والفكر الإنساني.
اطلع على: نسب وأصل عائلة الغشمري وأبرز شخصيات القبيلة
المظفر سيف الدين قطز
لا ينسى التاريخ دور سيف الدين قطز البارز في إنقاذ العالم الإسلامي والغربي من غزو المغولي، حيث نجده ولد في عام 1260م، واستطاع أن يقود الجيش الإسلامي بكل شجاعة للتخلص من المغول الذين استولوا على عدد كبير من الدول الإسلامية.
أكدت الحضارة الغربية والإسلامية أن النصر الذي حققه قطز نقطة فارقة في تاريخ العالم العربي والغربي، حيث عمل على إنفاذ كافة البلدان عن هذا البطش والظلم الذي تسببه المغولين، وإلا كانت باقي الدول الأخرى مصيرها كمصير الدول التي تم احتلالها، حيث تسبب في دمار وخراب وقتل المدنيين بشكل لا يوصف، ولكن هذا النصر رفع راية الإسلام والحرية في كل مكان.