اهتم علماء الأنساب بتدوين تاريخ القبائل في العديد من السجلات، والتي تساعد الأفراد من مختلف الأماكن في معلومات متنوعة عن عائلة ما، وذلك من خلال معرفة إثبات صلة القرابة مع بعضهم البعض ونسب أفرادها، كما نجد أن تاريخ العائلة أوسع بكثير من علم الأنساب، وهذا لأنه يشتمل على تاريخ العائلة بالكامل، بالإضافة إلى المجتمع والسيرة الذاتية لكل فرد من أفراد تلك العائلة.
إليكم بعض علماء الأنساب الذين ساهموا في حفظ التاريخ القلبي، التي ما زالت سجلاتهم يطلع عليها العديد من الأشخاص من مختلف البلدان، وهم:
محمد بن السائب الكلبي أبو النضر
وُلد محمد بن السائب الكلبي بالكوفة عام 110ه ، وتوفي في عام 204 ه بالكوفة أيضًا، وهو من أبرز علماء الأنساب الذي عمل على تدوين أخبار العرب وأنسابهم بشكل كامل، وكان له كتاب يسمى جمهرة النسب للكلبي، وله الفضل على قبيلته في هذا الوقت في العديد من الأمور التي لم يصل إليها أحد من قبل.
حصل الكلبي على شهرة واسعة في علم الأنساب وأخبار العرب ووقائعهم، فعرف في الكوفة والعراق وبغداد والعديد من الدول العربية الأخرى، وورث هذا العلم من أبيه، وقد روى عنه أنه من أحفظ الناس، فكان له عم يعاتبه عن عدم حفظه للقرآن الكريم، فدخل البيت وحلف بأنه لم يخرج منه إلا عندما يتم حفظ القرآن، وهذا بالفعل ما حدث لأنه حفظه في ثلاث أيام فقط.
وكان الكلبي المرجع الأساسي في علم الأنساب، ويرى أهل السنة لا مانع أن يأخذ عنه هذا العلم أما العلوم الأخرى يترك، وجمع عليه العديد من العلماء بأنه أفضل من تحدث عن علم الأنساب من بينهم ابن حنبل والبخاري والحموي والبلاذري.
أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن الكلبي
هو عالم ومؤرخ في مجال علم الأنساب والتفسير وأيام العرب والأخبار، لم يعرف مكان ولادته وهذا لأنه ولد في القرن الثاني للهجرة، وتوفي عام 146 ه، وتتلمذ على يد والده ابن الكلبي، والعديد من العلماء وأكابر الرواة من بينهم: محمد بن حبيب ومجاهد بن سعيد.
كما كان أبا يعقوب اليهودي وعدد من الأخباريين يقومون بزيارته، مما كان يزودهم بأخبار أهل الكتاب، بالإضافة إلى ذلك كان في ذات الوقت يوجد العديد من مراكز العلم والتعليم في الكوفة والبصرة، تساعد في تزويد الطلاب المعرفة والثقافة، وانتسب إلى هذه المراكز العديد من الشعراء والعلماء وأهل اللغة.
له العديد من المؤلفات في الأخبار والأنساب والأيام والشعراء والمآثر والبلدان والمثالب، وقيل من البعض أن عدد هذه الكتب وصل إلى مائة وخمسين كتابًا، ومن بين هذه الكتب:
- كتاب أخبار العباس بن عبدالمطلب.
- كتاب حلف عبد المطلب وخزاعة.
- كتاب خطبة عمر كرم الله وجهه.
- كتاب حلف كلب وتميم.
- كتاب شرف قصي بن كلاب وولده في الجاهلية والإسلام.
- كتاب مثالب العرب.
اطلع على: اصل عائلة أبو نيان وشخصيات القبيلة
محمد بن إسحاق بن يسار المدني
وُلد في المدينة عام 80، وتوفي في عام 150ه ببغداد، وكان من أبرز علماء الحديث، كما كان له دور هام في علم الأنساب والسيرة النبوية، وأبيه كان مشغوفًا من قبله لعلم الحديث وجمع الأخبار، ففي الكثير من كتابته كان يتحدث عن أبيه وما توصل له في العديد من العلوم.
تواصل مع العديد من العلماء الذين لهم أثر كبير في علم الأنساب والحديث والعديد من العلوم الأخرى، ومن بين هؤلاء العلماء: عبدالله بن أبي بكر الأنصاري، عاصم بن عمر بن قتادة، وابن شهاب الزهري، كما انتقل إلى العديد من الدول لتزداد معرفته ولتبقى مؤلفاته موجودة حتى الآن، من بينها: الجزيرة وبغداد والكوفة والريّ.
قام المنصور العباسي بتكليف ابن إسحاق تأليف كتاب عن ولي عهد المهدي، فعندما انتهى من هذا الكتاب وجده طولًا فأمره بأن يقوم باختصاره وبالفعل قدم السيرة بأسلوب جذاب ومميز، ويعتبر أول كتاب من كتب التي تروي الأحداث التاريخية، والذي قسم إلى ثلاث أقسام وهم:
- المبتدأ: وكان يتحدث عن العصر الجاهلي منذ الخليقة.
- المبعث: روى فيه تاريخ النبي وصولًا إلى السنة الأولى من الهجرة.
- المغازي: حتى وفاة النبي صل الله عليه وسلم.
لا توجد نسخة أصلية من سيرة محمد بن إسحاق ولكن يوجد مختصر وصل لها ابن هشام، حيث روى ابن هشام هذه السيرة عن أحد تلاميذ بن إسحاق.