تاريخ القبائل العربية في شمال أفريقيا حافل بالعديد من الأحداث التاريخية التي مازالت تذكر حتى الآن، ومن بين القبائل التي عاشت في شمال أفريقيا العرب والرومان والأندلسيين والترك والأمازيغ والفنيين والفينيقيين، ونجد أن الهجرة بدأت في سنة 441 ه الذي يوافق 1049 م.
هاجرت القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية إلى بعض الدول مثل: العراق والشام، بالتحديد: كندة، وقضاعة، لخم، والغساسنة، وطيء، والجذام، ومن ثم استقروا في هذه البلاد مما أدى إلى إنشاء ممالك وإمارات، ومن بين هذه الممالك:
- مملكة كندة.
- مملكة الغساسنة.
- مملكة المناذرة.
وهناك العديد من العوامل التي أدت إلى هجرة القبائل العربية متجهة إلى الشمال، وتتمثل هذه العوامل في الآتي:
- عدم وجود أمطار في بعض المناطق كما أدى إلى حدوث جفاف.
- وجود عدد كبير من السكان مع عدم توفر مصادر مياه.
- بالإضافة إلى وجود صراعات ونزاعات بين القبائل العربية بالتحديد اليمن.
- عدم الاهتمام بالمنشآت الري الموجودة باليمن، وهذا سبب تراجع في المستوى الاقتصادي.
أسباب الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
يمكن توضيح أسباب الفتح الإسلامي لبلاد المغرب من خلال النقاط التالية:
- نشر الدين الإسلامي، وذلك من خلال رفع راية الجهاد، كما انتشرت اللغة العربية، وبالتالي تعلم أهلها هذه اللغة مع لغتهم الأصلية وهي: اليونانية أو الآرامية، مما أدى إلى انتشار الإسلام وتقليل عدد اليهوديين والنصرانيين.
- القضاء على حرب الطوائف التي كانت موجودة في هذا الوقت.
- حماية مصر من المخاطر التي كانت تهددها في هذه الفترة، مثل: مستوطنات البيزنطية الموجودة على السواحل المغربية.
- القضاء على الجيش الاستعماري الروماني.
- تحقيق رغبة عمرو بن العاص في الإستقرار، وذلك عن طريق فتح بلاد المغرب، وكان هذا بداية الفتوحات الإسلامية في مصر وفلسطين.
مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
شهد الفتح الإسلامي العديد من المراحل والتي شارك بها عدد كبير من القادة، الذين يتميزون بالشجاعة والرغبة العارمة في انتشار الإسلام في شتى بقاع الأرض، وتتمثل هذه المراحل في الآتي:
المرحلة الاستطلاعية ( الاستكشافية)
وتضم هذه المرحلة عدة حملات وهم: عمرو بن العاص، عبدالله بن سعد بن أبي السرح، ومعاوية بن حديج، وسنتناول كل حملة منهم بالتفصيل كالآتي:
عمرو بن العاص
قام عمرو بن العاص بفتح مصر، ثم بعد ذلك أتجه إلى المغرب ففتح برقة وطرابلس، وهذا من أجل تأمين الحدود المغربية لمصر، نظرا أن البيزنطية في هذا الوقت كانت ترغب في استعمار مصر، وكان عمرو يرغب في توسيع فتوحاته ولكن عمر بن الخطاب الذي كان خليفة المسلمين حينها رفض هذا التوسع، ويرجع السبب إلى خوفه على الجيوش المسلمين خاصة بعد خوض العديد من الصراعات لفتح مصر وبلاد الشام، فكان لابد أن يقوم الجيش بتوطيد دعائم، توطيد سلطانهم.
حملة عبدالله بن سعد بن أبي السرح
أرسل عثمان بن عفان أخيه في الرضاعة عبد الله بن سعد على رأس حملة كبيرة من أجل الاستيلاء على سفن البيزنطيين الموجودة على شواطئ طرابلس، ثم بعد ذلك أتجه إلى تونس، حيث دارت معركة كبيرة بين جيوش المسلمين والبيزنطيين، ونتج عن هذه الحرب انتصار الجيش الإسلامي وقتل قائد البيزنطيين، ولكن عاد عبدالله بن سعد إلى مصر مرة أخرى بسبب حدوث الفتنة التي قام بها أهل النوبة الموجودين في الجنوب، وبالتالي قام بمحاربتهم والقضاء عليهم.
حملة معاوية بن حديج
تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة فقرر مواصلة الفتوحات في بلاد المغرب، فكلف معاوية هذا الأمر، ومن ثم قام بإعداد جيش قوي بقيادة معاوية بن الزبير متجهًا إلى المدن الساحلية، فسيطر على العديد من المدن، منها: قابس، وسوسة، وبنزرت، في حين أن هناك سرية أخرى أرسلت إلى حصن البيزنطيين فجد نزاع بينهم كبير، وفي النهاية استطاع الجيش الإسلامي الاستيلاء على حصن الجلولا.
اطلع على: نسب وأصل عائلة الغشمري وأبرز شخصيات القبيلة
مراحل الفتح الحقيقي لبلاد المغرب
حملة عقبة بن نافع الأولى
حملة معاوية استمرت لمدة خمسة أعوام، وفي هذه الفترة قام عقبة ببناء مدينة عربية، وأصبحت هذه المدينة قاعدة عسكرية من أجل توطيد نفوذهم التي توجد في البلاد والبلاد المجاورة، كانت مدينة القيروان لتنفيذ هذا الأمر.
كما شهد الفتح الحقيقي لبلاد المغرب العديد من الحملات التي حققت انتصارات متتالية وهم: حملة أبي المهاجر دينار، حملة عقبة بن نافع الثانية، حملة زهير بن قيس البلوي، حملة حسان بن النعمان، حملة موسى بن نصير.
