إنَّ العادات والتقاليد القبلية العربية الأصيلة تمثل أسلوب الحياة المتوارث عبر الأجيال بين القبائل، حيث تشمل مختلف أمور وجوانب الحياة مثل الملابس والموسيقى وأسلوب الضيافة والأغاني والمعتقدات والطقوس الاجتماعية المختلفة، وهو ما يسلط الضوء على جانب هام من تراث القبيلة وهويتها، ويُمكن أن تتسبب العادات والتقاليد في إعاقة التغيير الاجتماعي في المجتمعات نظرًا للتمسك الشديد بها.
العادات والتقاليد القبلية العربية الأصيلة
- إنّ العادات والتقاليد كان لها دور كبير بين القبائل العربية، باعتبارها العناصر الأساسية لأسلوب حياة القبائل وثقافتها، وهي المسؤولة كذلك عن اتخاذ القرارات في المجتمعات القبلية.
- لا زال للعادات والتقاليد الأصيلة بين العرب دور وتأثير في المجتمعات المعاصرة، فلم تتخلى أغلب القبائل عن هويتها وأهم عاداتها.
- على الرغم من أن عادات الجاهلية اندثرت مع ظهور الإسلام إلا أن هناك عادات أخرى بين العرب لا زال لها وجود بين الأفراد.
- تعتبر العادات والتقاليد هي القاسم المشترك الذي يُميز كل مجتمع عن الآخر، فهي مرتبطة بقواعد السلوك والمعاملات الاجتماعية، كما ترتبط بالثقافة والتفكير.
- اعتاد العرب قديمًا على أن المشرع لتلك العادات والتقاليد هو شيخ القبيلة ورئيسها، فهو صاحب المكانة الاجتماعية التي تؤهله لترسيخ السلوكيات الثابتة بين أفراد القبيلة الواحدة، وهو ما يتم من خلال إلزام الأطفال بها منذ الصغر لإثبات انتمائهم لها، فلا يكون أمام الفرد مفرًا سوى الامتثال إليها، وتتأصل من وجدانه وتصرفاته.
- على جانب آخر، تسهم العادات والتقاليد في تعزيز التكافل الاجتماعي والوحدة والتضامن بين أبناء المجتمع الواحد.
العادات العربية الأصيلة المتوارثة
هناك تقاليد عربية أصيلة لم يتم التخلي عنها لكونها إيجابية، حيث تتواكب مع العصر، ومن بينها:
- حسن الضيافة وإكرام الضيف.
- احترام الكبير وإعطائه هيبة ومكانة.
- تقديم الدعم والمساندة لمن ينتمي إليهم.
- الألفة بين الجيران في المنطقة الواحدة.
العادات القبلية التي اندثرت
- فكرة الأخذ بالثأر.
- عدم الالتحاق بالتعليم الأجنبي بدعوى التأثر بثقافة الغرب.
- وأد الفتيات.
- زواج الفتاة بمعيار الجاه لكبار السن.
- الترحال والتنقل من مكان إلى آخر.
- حرمان المرأة من الميراث.
- شرب الخمر ولعب الميسر.
- العصبية القبلية التي تصل إلى حد الحروب.
العادات الشائعة بين القبائل القديمة
- إعداد الولائم والذبائح وحفلات الغناء والرقص كنوع من الطقوس الاجتماعية.
- إعطاء كبار السن حق الاستشارة في شتى الأمور، فيُنظر إليهم بأنهم مستودع للمعرفة والحكمة، كما أن كبير السن لا يُنادى باسمه إنما بكنيته.
- صناعة القرارات تتم بشكل جماعي، خاصة في القضايا المجتمعية الهامة.
- تقاسم الموارد من مأوى وغذاء وغيرها لتلبية الاحتياجات الأساسية للجميع.
- تقديس الطبيعة واحترامها وعدم إهدار الموارد.
- الانتماء إلى مجموعة معينة واقتصار العلاقات عليها.
- الوفاء بالعهد والوعد، حيث كان هيّن عند العرب كل ما هو غالي ونفيس أمام الحفاظ على العهد والوعد، حتى في ظل عدم توثيق أو كتابة الاتفاقيات.
- كان العرب لا يقبلون الذل والهوان، فكانوا يُعرفون بالشجاعة وعزة النفس والأنفة.
- رغم ما عُرف عن العرب من شدة العصبية والانفعال، إلا أن سادتهم وأشرافهم كان يُعرف عنهم الحلم والصبر، فقد كانوا مثالًا على الحكمة والعقل.
- اشتهر العرب أيضًا بعادة التفاخر والزهو خاصة بالأنساب والسيادة.
الضيافة عند العرب
- إكرام الضيف هي واحدة من العادات المتأصلة عند العرب ولم تندثر قط، حيث إنها من الأركان الأساسية المتوارثة في عادات وتقاليد العرب.
- كما أن عادة العرب في التنقل والترحال جعلت حسن استقبال الضيوف أمر ضروري بين القبائل.
- الضيف عند نزوله في بيت مضيفه يكون لزامًا على جميع أفراد البيت الاهتمام بأمره وواجبه، وهو ما يُشير إلى الكرم والحفاظ على حقوق الضيف.
- يتم الترحيب بالضيف واستقباله بالحفاوة اللازمة، وربط الراحلة خاصته وسقيها بالماء والعلف، وتقديم له الفراش اللازم والتمر واللبن، ثم الطعام.
- كما اعتاد العرب على تقديم الحماية لكل الضيوف طالما طلبوا تلك الحماية.
- يتم تقديم الضيف إلى المائدة ومعه كبار السن، ولا يتم البدء في تناول الطعام إلا بعد السماح لهم من المضيف.
- من بين العادات العربية في الضيافة أيضًا أنه لا يجوز للضيف تناول وجبتين من الطعام في الفترة المحددة لتناول الطعام.
- كما أن عمل القهوة العربية كانت من أبرز العادات المرتبطة بالضيافة عند العرب.